رسالة من حبيبنا ومولانا سيدي سلامه الراضي رضي الله عنه لأحد المُدّعين
أحمد الله وأصلى على نبيه ..
وعلى آله وصحبه ..
تشرفت بخطابكم فألقيته مفعما بالحقائق ...
ومشحونا بالدقائق .. وفجأتمونا بمعرفة الله ...
ولكنى أجد نفسى قاصرا عن مقامكم السامى ...
إذ أنى أعرف أن المراتب لابد من حفظها ...
وأن المعارف تبرز فى الرقائق ...
وتكفى فيها الإشارة ...
ولاتحتملها العبارة ...
وكلما قربت بعدت وكلما أظهرتها بطنت ...
وإذا نزلت إلى العبارة سمجت ...
فكن من داخل جامعا ...
وكن من خارج فارقا ...
وأمسك لسانك بلجام الشريعة ...
واتبع طريقة أحمد
( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم )
صاحب المِزاج الأكمل ...
وإن كنت فى وسع أو سعة مطلق ...
فقيود الشرع لازمة..
والذى أشهدك هو الذى قيدك ...
فقيدك حكمه والأمر وضعه ...
ولاخارج عن حكمه وأمره فالزم ذل العبودية ...
ومرغ خدودك على ثرى بابه ...
وإن كنت قائما فى عين الأمر
فهذا سواء السبيل ... فاسلكه ...
ولاتغتر بالله ...
فإن المحجوب من حجب بالله عن الله ...
ولاتنف ماأثبته بل أثبته ...
واعرف مرتبته فى عين الوجود ..
وإن نظرت لحال رسول الله ...
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
... وحال أصحابه ...
عرفت أوضح المناهج ...
فتشبه بهم
إن التشبه بالكرام فلاح ..
وهذه نصيحتى أسوقها إليك ...
أبتغى لك الخير... ولاأعيبك فى ذلك ...
ولاأنكر عليك
... فإن قبلتها فتبارك الله ...
وإلا فإنى أستغفر الله العظيم
أخوك سلامة الراضى